شروط استجابة الدعاء لقد دلَّت نصوصُ الكتاب والسنة على أن الدُّعَاء لا يكون صحيحًا إلا إذا توفَّرت فيه أربعة شروط: الشرط الأول: الإخلاص: قال الله تعالى: *#64831; وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ *#64830; [البينة: 5]. وقال الله تعالى: *#64831; أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ *#64830; [الزمر: 3]. وقال الله تعالى: *#64831; قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي *#64830; [الزمر: 14]. الشرط الثاني: المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم: فإن الله لا يقبَل من العمل إلا الموافق لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم؛ قال الله تعالى: *#64831; وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا *#64830; [الحشر: 7]. وقال الله تعالى: *#64831; فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا *#64830; [النساء: 65]. وفي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ، فَهُوَ رَدٌّ»[1]؛ أي: مردودٌ عليه. قال الفضيل بن عياض في قوله تعالى: *#64831; لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا *#64830; [الملك: 2]:«أخلصه وأصْوبه ». قيل:يا أبا علي، وما أخلصـُه وأصوبُه؟ قال:«إن العمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يُقبَل، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يُقبَل، حتى يكونَ خالصًا صوابًا، والخالصُ ما كان لله، والصوابُ ما كان على السنة»[2]. ومن الآيات الجامعة لهذين الشرطين قوله تعالى: *#64831; قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا *#64830; [الكهف: 110]. الشرط الثالث: الثقةُ باللهِ سبحانه وتعالى مع اليقينِ والعزمِ في الإجابةِ: رَوَى مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ: ((لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ، مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ، مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا الِاسْتِعْجَالُ؟ قَالَ: يَقُولُ: «قَدْ دَعَوْتُ وَقَدْ دَعَوْتُ، فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي، فَيَسْتَحْسِرُ[3] عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاء))[4]. وفي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ، لِيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ، فَإِنَّهُ لَا مُكْرِهَ لَهُ))[5]. وفي الصَّحِيحَيْنِ أيضًا عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلْيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ، وَلَا يَقُولَنَّ: اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ فَأَعْطِنِي، فَإِنَّهُ لَا مُسْتَكْرِهَ لَهُ))[6]. الشرطُ الرابعُ: حضورُ القلبِ مع الرغبةِ فيما عندَ اللهِ سبحانه وتعالى: قال الله تعالى: *#64831; فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ *#64830; [الأنبياء: 90]. ورَوَى التِّرْمِذِيُّ بسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ادْعُوا اللهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ لَا يَسْتَجِيبُ دُعَاء مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لَاهٍ»[7]. [1] متفق عليه: رواه البخاري (2697)، ومسلم (1718). [2] انظر: حلية الأولياء، (8 /95). [3] فيستحسر؛ أي: ينقطع عن الدُّعَاء. [4] صحيح: رواه مسلم (2735). [5] متفق عليه: رواه البخاري (6339)، ومسلم (2679). [6] متفق عليه: رواه البخاري (6338)، ومسلم (2678). [7] حسن: رواه الترمذي (3479)، وحسَّنه الألباني. المصدر: ==== مقالة ل خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني الموضوع منقول للافادة
أكثر...
أكثر...