الاستشعار عن بعد واستخدامه في التطوير العقاري

المشرف العام

Administrator
طاقم الإدارة


استخدام الاستشعار عن بعد في التطوير العقاري

Picture2-enhanced.jpg

ما هو الاستشعار عن بعد
يعرف الاستشعار عن بعد بأنة مجموعة التقنيات والوسائل المتقدمة التي تستخدم لدراسة الظاهرات علي سطح الارض او اي كوكب اخر عن بعد دون ان يكون هنالك تماس فيزيائي مباشر معهما عن طريق متحسسات خاصة محمولة على متن أقمار اصطناعية أو طائرات خاصة. حيث ان هذة المستشعرات عبارة عن ماسحات إلكترونية وكاميرات متحسسة لعدة أطياف كهرومغناطيسية أو أجهزه التقاط رادارية وحرارية أو ليزرية وغيرها .
وتستخدم هذه المستشعرات مجالات مختلفة من الطيف الكهرومغناطيسي يبداء من الاشعة تحت البنفسجية مرورا بالطيف المرئي و الاشعة تحت الحمراء والرادر وغيرها. حيث تهدف عملية المسح الطيفي لتحديد خصائص الهدف او الظاهرة المدروسة حيث تستقبل المعلومات المسجلة بواسطة القمر الاصطناعي في محطات الاستقبال الأرضية ثم تعالج بواسطة الحاسبات طبقاً لأنظمة وبرامج خاصة يتم تقديمها على شكل صور فضائية رقمية ليتم تحليلها إحصائياً أو بصريا لتعرض نتائجها علي هيئة تقرير يحوي احصائات وخرائط.

مميزات الاستشعار عن بعد
1ـ الشمولية :- تغطي الصور الفضائية جميع المناطق علي سطح الأرض بما يوفر إمكانية أفضل للاستكشاف والتعرف على المعالم الأرضية من غطاء نباتي اوعمراني أو جيولوجي وغيرة من الاستخدامات.
2- التكرارية :- حيث يمكن بواسطة الأقمار الاصطناعية التي تدور حول الأرض وفق مدار ثابت الإبعاد وبشكل متزامن مع دوران الأرض حول الشمس من الحصول على صور متكررة لنفس المناطق او المنطقة خلال فترات زمنية مختلفة ولهذا يمكن دراسة التغيرات التي تحدثها الطبيعة أو الإنسان و متابعة تطورها.
3- التكلفة :- تكون التكاليف متواضعة نسبيا إذا قورنت مع كثافة المعلومات التي توفرها ومناطق تغطيتها.
4- الدقة :- تعتبر معطيات الأقمار الصناعية دقيقة إلى حد بعيد وتمتاز بالتعددية الطيفية مما يساعد الحصول على معلومات مختلفة و بدقة اكثر.




استخدامات الاستشعار عن بعد في دراسات العمرانية و استخدام الأراضي

يستخدم الاستشعار عن بعد في دراسة الكثير من الظاهرات علي سطح الارض و لكافة الاغراض الاننا في هذة العجالة سوف نركز علي استخدام الاستشعار عن بعد في الدراسات اعمرانية و العقارية حيث يمنح الدراسة العمرانية بشكل عام والعقارية خصوصا عمقا ووضوح رؤية حيث يساعد علي عمل الخرائط العادية او الخرائط المصورة ( Image maps)التي تساعد ليس علي تحديد المناطق السكنية بل بل يتعدي الي توزيعها و مواقعها و اتجاهاتها و العلاقة بين الاراضي و نوعية الاستخدام و اسباب اختيار هذه المواقع و مواقع الارضي المتوقع اسغلالها. و لان المدن تواجه في نموها العديد من الصعوبات علي سبيل المثال صعوبة تحديد نموها السكاني و تحديد الرقعة السكانية حيث زيادة السكان يتطلب استثمار اراضي جديدة و لهذا لابد من دراسة التطور العمراني الذي هو جزء لا يتجزء من دراسات الغطاء الأرضي واستخدام الأراضي الذي أصبح ذو اهمية عالية في السنوات الماضية وذالك نظراً للانفجار السكاني والاقتصادي على المستوى العالمي والخليجي والمحلي ولكون المملكة العربية السعودية دولة نامية فان الغطاء العمراني قد توسع ولا يزال على مستوى عالي وهذا التوسع والتطور في المجال العمراني و خاصة في مجال العقار وتطوير الأراضي الخام يدعمة الرغبة في جني الأرباح من قبل المستثمر وتحويلها الى مناطق سكانية كانت أو تجارية والبحث عن سكن للمستفيد حيث ان الزيادة في السكان للمملكة العربية السعودية تصل الي مستويات عالية جدا بحيث تتعدي 3.8 % سنويا. هذة الزيادة و التوسع والتطور المطرد يحتاج لدراسة ومتابعة و بناء علية فإن الأقمار الاصطناعية هي الوسيلة الامثل لهذة المتابعة حيث أصبحت صور الأقمار الاصطناعية ( الاستشعار عن بعد) الاداة الأكثر أهمية لدراسة الغطاء العمراني بكافة اشكالة على سطح الارض. ومع التطور الحاصل في مرئيات الأقمار الاصطناعية فإن وجود الصور بوضوح 1 متر او 60 سنتيمتر المتوفرة حاليا أصبحت دراسة التطور العمراني والعقاري اكثر فعالية على مستوى المناطق الكبيرة والصغيرة على حد سواء.
ان استخدام الاستشعار عن بعد في الدراسات العمرانية والعقارية و عمل الخرائط للتطور العمراني السريع في دولة كالمملكة العربية السعودية حقق نتائج باهرة لغزارة المعلومات التى يوفرها وكذلك لتنوعها كما أن هذا النجاح في استخدام هذة التقنية المتطورة في دراسة المناطق العمرانية المطورة او القابلة للتطوير ساعدت وتساعد على إدارة هذة المناطق بطريقة مميزة سواء على مستوى البلديات او على مستوى منسوبي الشركات والمؤسسات ذات الاهتمام المشترك.
من هذا المنطلق لا بد من معرفة اسباب أهمية دراسة التطور العمراني بواسطة الاستشعار عن بعد والذي يحمل بعدة اسباب منها أن الاستشعار عن بعد لدية المقدرة على إمداد العقار بالمعلومات المتوفرة للمناطق العمرانية سواء علي مستوي يصل الى اكثر من 30 سنه فائتة و الى هذه اللحظة باسعار مناسبة جدا نظراً لغزارة المعلومات التي تحويها خاصة انها تغطي منطقة او محافظة معينة بنفس الوقت و عند مقارنة الاستشعار عن بعد مع المسح الارضي يكون اقل كلفة وأكثر دقة وأكثر بالمعلومات بشكل كبير ودقيق.
الصور للمناطق او المساحات الكبيرة يكن ان توخذ بصفة متواترة ومتكررة بدرجة وضوح مختلفة مما يعطي مجال لاستخدامها لاكثر من نوع من مقايس الرسم المختلفة .كما ان الاستشعار عن بعد يعطي المجال للوصول الى كافة المناطق حيث يتعذر في بعض الاحيان الوصول لها عن طريق مسح الارضي كالمناطق الصبخية او المناطق المسورة او الكثبان الرملية و الاستشعار عن بعد يعطي قاعدة عريضة من المعلومات مما يجعل في الامكان تحليلها ليس من الناحية العقارية فحسب بل أيضا من الناحية البيئية والزراعية والسكانية والجيمورفولوجية مما يساعد الستثمرعلى تكوين صورة واضحة بما يحيط مكان استثمارة والبيئة المؤثرة علية.

أنتاج خرائط استخدام الاراضي وتطويرها

وجد انة انتاج خرائط استخدام الارض والغطاء العمراني و هي اكثر أنوع الخرائط المنتجة بواسطة الاستشعار عن بعد حيث ان هذه المعلومات يمكن ان تنتج علي هيئة خرائط مصورة او خرائط رقمية و تربط بقواعد بيانات حاسوبية عن طريق نظم المعلومات الجغرافية (GIS) حيث يتم تصنيفها بشكل متناسق وومرن علي هيئة طبقات متسلسلة وتعرض كلا علي حدة او مجتمعة مما يساعد على الاستفادة هذة البيانات في الوجة الامثل.
كما ان الصور تساعد محللي الاستشعار عن بعد على تحديد نوعية السكان في المنطقة المدروسة سواء كان على مستوى العائلات الصغيرة او الكبيرة حيث:- حجم وشكل ونمط السكن يحدد نوعية السكان ويحدد نوعية المنطقة السكانية هل هي لأصحاب الدخل العالي او المتوسط او الدخل القليل. وفي حالة وجود اندماج او تداخل بين المناطق السكانية والتجارية فان الاستشعار عن بعد يحتاج للدعم بواسطة الدراسة الميدانية السريعة بعدها يستطيع ان يحدد هذة المناطق بسهولة , أما المناطق الصناعية فان عملية تحديدها سهلة جداًُ وذلك لكونها مفصولة في اغلب الاحيان على المناطق السكانية.
ان درجة الوضوح في الصورة هي التي تحدد نوعية استخدامها حيث ان كل ما كانت المنطقة ذات ازدحام عمراني وسكاني كلما كان هناك حاجة لصور ذات وضوح اعلى قد يصل من متر اقل من المتر لكل وحدة صورية (Pixel) و ذلك لكي يساعد في عملية التحليل ورسم الخرائط المطلوبة لهذة المناطق.

خرائط مناطق التغير العمراني.
ان أنماط استخدام الارض متغير بشكل مستمر على مر الوقت بناء على معطيات خاصة سواء كانت اقتصادية او سكانية ولان الاستشعار عن بعد هو الوسيلة المثلى لمراقبة هذة التغيرات العمرانية وأتباع حركاتها وما يطراء عليها من عمليات تحول قد يكون كامل في بعض الحالات كتحول مناطق تجارية الى سكنية او صناعية او العكس او تحول مناطق بيضاء الى مناطق ميتة وما اليهامن هذة التغيرات هناك العديد من التقنيات مستخدماً الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية لمتابعة هذة التغيرات التي تطرا وهي على قاعدتين.

مثال دراسة التطور العمراني بواسطة الاستشعار عن بعد.

تقوم الدراسة علي تتبع التطور العمراني لمدينة ما لمدة خمسة ثلاثين سابقة و إلى ألان بمعدل مرة كل خمس سنوات وكذلك تحديد نطاق البناء السابق والحالي والاتجاهات المتوقعة له مستقبلا بناء على معطيات معينة وكذلك لمعرفة نوعية هذا التطور وهل هو سكني تجاري أو صناعي . وكذلك تحليل نوعية هذا التطور مثلا إذا كان سكني هل هو لمحدودي الدخل أو متوسطي الدخل أو أصحاب الدخل العالي ونوعية هذا السكن هل هو شقق سكنية فلل صغيرة أو قصور.
إذا كان تجاري ما نوع التجارة التي تمارس فيه هل هي ترفيه أو تسويق أو غيرة.
إذا كان صناعي أي نوع من الصناعة أو فقط مراكز صيانة سيارات .
كما يساعد علي دراسة اتجاهات حركة العمران في اي اتجاه اخذ التطور العمراني منحاة في لأي مدينة كانت ومعرفة الأسباب الحقيقة لهذا المنحي أو الاتجاه.

حيث يوجد ثلاثة أسباب رئيسية لأي اتجاه عمراني كالأتي:-

1- اتجاه لأسباب جغرافية
2- اتجاه لأسباب بشرية
3- اتجاه لأسباب بيئية
4- وجود المناطق البيضاء

- إذا كان سبب التوجهه العمراني لمنطقة معينة داخل النطاق العمراني جغرافي فهو يكون بأسباب عدة سواء كان سلبا أو يجابا كطبيعة الأرض مثل وجود الأودية العميقة أو الكثبان الرملية أو الجبال أو المناطق السهلية وما إليها حيث لابد من معرفة هذه الأسباب بطريقة عليمة صحيحة.

- إذا كان سبب التوجهه العمراني لمنطقة معينة داخل النطاق العمراني بشري فأن هذا التوجه سببه أما وجود مجمعات حكومية أو مطارات أو طرق رئيسية أو غيرها.

- إذا كان سبب التوجهه العمراني لمنطقة معينة داخل النطاق العمراني وجود مناطق ذات بيئة معينة سواء كانت جيدة كوجود مياه أراضى زراعية أو مناخ مناسب أو سيئة كوجود محطات تنقية مياه صرف صحي أو مصانع إسمنت أو كسارات أو غيرة مما يؤثر علي صحة السكان.

- دراسة المناطق البيضاء داخل النطاق العمراني و أسباب عدم استثمارها ومعرفة العوائق المسببة لذلك وتقديم الحلول لذلك إن أمكن .


حيث ان ستخدام احدث الطرق والوسائل المتقدمة للوصول إلى افضل النتائج وتقديم التوقعات العلمية الصحيحة كااستخدام الاستشعار عن بعد و نظم المعلومات الجغرافية مدعمة بالدراسات الميدانية للاطلاع عن كثب علي المنطقة المدروسة لتكوين صورة شاملة حقيقية و دقيقة لا ابعد الحدود.

اخراج النتائج النهائية للدراسة

تعرض النتائج للدراسة بواسطة الاستشعار عن بعد علي هيئة تقرير يحوي أرقام وخرائط وقد تدمج جميعها معا لتكوين صورة شاملة حقيقة ودقيقة لتبين اتجاهات العمران و أسبابه والتوقع المستقبلي لذلك مرفقة بتقرير تحليلي مفصل و شامل لها (انظرشكل 1,2).


--
منقول عن:
الدكتور محمد بن سالم الرويلي استشاري استشعار عن بعد ونظم معلومات جغرافية​
 
أعلى