مثال رائع لتخليق النشاط الجمعوي في موريتانيا
أعلنت
الرابطة الوطنية لتخليد بطولات المقاومة مؤخرا عن نيتها تنظيم مسابقة موجهة إلى المهندسين المعماريين الموريتانيين في الداخل والخارج، لبناء معلمة تذكارية لمعركة تجكجة المجيدة التي جرت يوم ١٢ مايو ١٩٠٥ .
وقد أثار هذا الاعلان اعتراض عمادة المهندسين المعماريين التي أصدرت يوم الخميس ٢١ يوليو ٢٠١٦ بيانا صحفيا بالخصوص، أوضحت فيه أن إعلان الرابطة مخالف للنظم القانونية المعمول بها في هذا المضمار، وخاصة القانون رقم ٠٢٨ / ٢٠٠٩ الصادر بتاريخ ١٣ إبريل ٢٠٠٩، وواصفة إياه بأنه يفتقر إلى أبسط مقومات احترام مهنة المهندس المعماري، وطالبت الرابطة بسحب الإعلان من مواقع الإعلام والتواصل.
وفي بادرة طيبة استجابت الرابطة الوطنية لتخليد بطولات المقاومة لاعتراض عمادة المهندسين وأعلنت هي الأخرى في بيان صحفي يوم الجمعة ٢٢ يوليو ٢٠١٦ إلغاء المسابقة واللجوء إلى طريقة التعاقد الفردي لبناء المعلمة التذكارية لمعركة تجكجة.
وتعطي هذه الوقائع مثالا رائعا لتخليق الحياة الجمعوية في موريتانيا واحترام الهيأتين لصلاحيات ومصالح كل منها.
كما تنم عن وعي عمادة المهندسين المعماريين بحدود عملها ومجال تدخلها ويقظتها في سبيل الدفاع عنهما. وتدل كذلك على استعداد رابطة تخليد بطولات المقاومة للاعتراف بالخطأ في حالة وقوعه وتصحيحه في الوقت وبالطريقة المناسبين.
وتستحق هاتان الجمعيتان كل الاحترام والتقدير على المثال الذي ضربتاه في تخليق عمل الجمعيات في موريتانيا، وهو مثال حري بأن يحتذى من طرف الفاعلين الجمعويين كل من موقعه وفي مجال مجال اختصاصه.
مدونة الكناش الرقمي
أكثر...