2011/08/16
رئيس الجمعية الجغرافية:
لا تأثير لميناء مبارك على الممر الملاحي وما يثار بشأنه أزمة مفتعلة
وصف رئيس الجمعية الجغرافية حمد بودي قضية ميناء مبارك الكبير بالازمة المفتعلة استنادا الى حجج لا اساس لها من الصحة لان ميناء مبارك لن يكون له أي تأثير على حركة الملاحة او الممر المائي المؤدي الى الميناء العراقي وعلق قائلا «هناك دول كثيرة في شرق آسيا وامريكا الجنوبية تقع على البحر ولديها موانئها التي لا يفصل بينها الا بضع كيلوات ومع ذلك لم نسمع عن أي خلافات بينها بسبب تلك الموانئ أو تضرر احدها بالآخر.
واكد ان العلاقات الشعبية الكويتية العراقية تحتاج الى اعادة صياغة استنادا الى روابط وعلاقات قوية بناها الاجداد في الدولتين على مدار التاريخ مطالبا الاعلام في الدولتين بتبني هذه الفكرة والسعي لتنفيذها.
واضاف موجها خطابه الى العراقيين «لقد اكتويتم بنار الطاغية المشنوق كما اكتوينا فتعالوا نعيد بناء علاقتنا على اسس سلمية».
وفيما يتعلق بالجمعية قال بودي خلال لقاء مع «الوطن» انه سيسعى بالتعاون مع اعضاء مجلس الادارة الى تطوير ادائها وتفعيله في المجتمع استنادا الى الدور المهم الذي يقوم به متخصصو الجغرافيا فقيمة العلوم الجغرافية ومتخصصيها تكبر مع التطورات التكنولوجية الجديدة.
واضاف ان «الجغرافي لم يعد هذا المشار اليه من الكثيرين بانه «مدرس وخريطة» فها هم الجغرافيون يأخذون مواقعهم في وظائف حيوية وحساسة بأجهزة الدولة في البترول والكهرباء والماء ومجال البيئة لافتا الى ان الجمعية ستأخذ على عاتقها تغيير تلك الفكرة السلبية في اذهان الناس عن دور الجغرافي.
وناشد سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد في هذا الصدد اعادة النظر في الدعم الحكومي للجمعية الذي لا يتخطى 12 الف دينار، مؤكدا انها غير كافية لتغطية تكاليف انشطة الجمعية ومطبوعاتها وخرائطها، وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
< بداية نود إلقاء الضوء على الجمعية الجغرافية والدور الذي تقوم به لخدمة المجتمع؟
- تأسست الجمعية الجغرافية في عام 1973م، لخدمة أغراض محددة ومقرها منطقة القادسية ولها شخصية اعتبارية مستقلة ومن ابرز الاهداف التي تسعى لتحقيقها منذ نشأتها تشجيع البحوث الجغرافية والاهتمام بالدراسات الميدانية ورسم الخرائط وتنظيم رحلات علمية داخل الكويت وخارجها واقامة ورعاية الحلقات الدراسية والمحاضرات والتواصل الاجتماعي بين أعضاء الجمعية فضلا عن ربط الجغرافيا بقضايا المجتمع ومشكلاته والتعاون مع الهيئات والمؤسسات ذات الأغراض المماثلة لأغراض الجمعية وتشجيع ومساعدة الباحثين في المجالات الجغرافية بمنحهم اعانات مالية تمكنهم من متابعة بحوثهم ويبلغ عدد اعضائها 350 عضوا.
< لقد توليتم منصب رئيس الجمعية منذ عدة اشهر فما خطتكم لتطوير الجمعية وتفعيل دورها في ربط الجغرافي بقضايا المجتمع؟
- في البداية علينا ان نشيد بجهود الرؤساء السابقين للجمعية الذين بذلوا مجهودا يحسب لهم في تطويرها وما نطمح اليه ان نكمل المسيرة المتميزة لهؤلاء المتميزين والتركيز على مشاركة اجتماعية اكبر لترسيخ افكار اكثر ايجابية لدى افراد المجتمع وتوعيته بأهمية دور الجغرافيين المهم والذي يدخل في معظم التخصصات والاعمال المهمة في الدولة حيث دورهم في الكهرباء والماء والبترول وغيرها من الجهات الحيوية ونحن من هذا المنطلق لدينا طموح كبير جدا سنسعى لتحقيقه مع اعضاء الجمعية وهم من الاكاديميين المخضرمين في هذا المجال ولذا ستقوم انشطتنا على صعيدين متوازيين يتعلقان بالمشاركة في المجتمع المدني كجزء فعال منه ومهم والأخرى تعزيز موقع الجمعية العلمي والبحثي بالاستفادة من الاحتكاك على الصعيد الدولي في هذا المجال ومن خلال عضويتنا في الاتحاد الدولي الجغرافي ودخول النادي الدولي للجغرافيين بهدف التعرف على احدث ما وصل اليه العالم في المجال البحثي والتعرف على المشاكل التي تعتريهم والحلول المعروضة لها كذلك الشراكة والمتابعة المستمرة على الصعيد الاقليمي مع اتحاد الجغرافيين العرب ومقره في تونس غير ان اعماله متوقفة حاليا بسبب الاوضاع السياسية الراهنة.
وعلى الصعيد المحلي فإننا نسعى لتفعيل شراكات كبيرة مع مؤسسات مدنية وحكومية مثل معهد الكويت للابحاث العلمية والادارة العامة للمرور والهيئة العامة للبيئة للمشاركة لوضع حلول للمشكلات التي تعتري المجتمع مثل الازمات المرورية والغبار وغيرها من المشاكل التي تحتاج الى مشاركة فعالة من جمعية الجغرافيين كما كان لنا مشاركة فعالة في مشروع التعداد السكاني لدولة الكويت.
< وما الدور الذي قمتم به في مشروع التعداد؟
- لقد تطوع من الجمعية لمشاركة الحملة طوال فعالياتها نائب رئيس الجمعية الدكتور جاسم العلي حيث كان يتم استخدام الخرائط الالكترونية في المشروع وخاصة التعداد الميداني للاستدلال على جميع منازل مناطق الكويت، كما كان يتم استخدام تلك الخرائط، بالاضافة الى المشاركة في اطار المشروع في اعداد اطلس اقتصادي واجتماعي لدولة الكويت بعد الانتهاء من تحليل نتائج التعداد وكانت الخرائط الالكترونية تستخدم لتوجيه العداد الميداني باستخدام تقنية «جي اي اس» لتحديد المباني والمنشآت الموجودة ولتسهيل عملية الاستدلال عليها في عملية العد وهو ما لعب دورا كبيرا في سرعة انجاز عملية التعداد.
< وماذا عن طموحاتكم في الارتقاء بالجمعية وتطوير أدائها؟
- سنعمل سويا انا واعضاء مجلس ادارة الجمعية من اجل تحقيق طموحاتنا جميعا كأعضاء في هذه الجمعية من اجل الارتقاء بها لمستوى الجمعيات المهنية الأخرى الموجودة في الكويت وسنكرس جزءا كبيرا من جهودنا من اجل خدمة الكويت في مجالنا من خلال الشراكة مع الهيئة العامة للبيئة والمجلس البلدي لمساعدتهم في حل مشاكل البيئة المحلية من خلال لجان متخصصة بذلك ومن ضمن طموحاتنا في هذا الصدد تغيير نظرة المجتمع للجغرافي لان الكثير ينظر اليه على انه «مدرس وخريطة» وهذا مخالف للواقع فالعمل الجغرافي اتخذ دورا اكبر واكثر فعالية مع تطور الوسائل التكنولوجية واصبح النظام الجديد للمعلومات الجغرافية شيئا ضروريا لغالبية مؤسسات الدولة فالجغرافي الآن موجود في كل الشركات العامة والخاصة وله دورة وتخصص الجغرافيا اصبح الآن من التخصصات العملية المتقدمة بدليل ان الكثير من موظفي شركة النفط يعملون كفنيي خرائط جي اي اس وفي وزارة الكهرباء قسم محطات الوقود الكهربائية في الدوحة ايضا خريجي جغرافيا وعلى ذلك فان الجهد الذي يقع على عاتق الجمعية الجغرافية في هذا الصدد هو اعادة تقديم الجغرافي الى المجتمع بصبغته ودوره الجديد وتعريفهم بأهم الدور الذي يقوم به في مختلف مؤسسات الدولة.
< وماذا على صعيد الابحاث الجغرافية التي تصدر عن الجمعية؟
- نحن نصدر سنويا 12 بحثا علميا محكما دوليا وتتناول الابحاث منطقة الوطن العربي والخليج العربي والكويت من خلال وحدة البحث والترجمة والتي أنشئت في عام 1979 بالتعاون بين الجمعية الجغرافية الكويتية وقسم الجغرافيا بجامعة الكويت، ويشرف على تحريرها نخبة من أعضاء هيئة التدريس من جامعة الكويت وخارجها. وتحمل على عاتقها الاهتمام بالنشر العلمي والنهوض بالدراسات والبحوث الجغرافية لتحقيق الأهداف التي نتطلع اليها ومن الاصدارات ومنشورات الجمعية الرسائل الجغرافية التي نشرتها الوحدة وبلغ عددها (361) رسالة حتى نهاية عام 2010، وهي دورية علمية محكمة تعنى بالبحوث الجغرافية ويشرف على تحريرها نخبة من أعضاء هيئة التدريس من جامعة الكويت وخارجها، وبلغ عدد الاصدارات الخاصة التي تم نشرها (17) اصداراً، وتوفر هذه الاصدارات معلومات حديثة للباحثين والطلبة، كذلك فإن المنشورات تشكل الاصدار الثالث للوحدة وبلغ عددها (37) كتيباً، وتلقي الضوء على العديد من موضوعات جغرافية فضلا عن اصدار cd يحتوي على الرسائل الجغرافية التي أصدرتها الجمعية منذ انشائها وعددها 331 رسالة.
وعلينا ان نشير هنا الى ان انشاء مركز gis يمثل طفرة كبيرة في عمل الجمعية ومواكبتها لاحدث السبل التكنولوجيا لخدمة الجغرافيين خاصة والمجتمع الكويتي وتم توقيع مذكرة تفاهم لبناء المختبر مع شركة أوبن وير على نفقتهم من خلال اقامة مؤتمر صحافي ويعتبر اكبر مركز gis على مستوى دولة الكويت من حيث عدد المتدربين حوالي 18 دارسا وهدفه نشر أهمية gis في القطاع الحكومي والخاص وتشجيع الطلبة على استخدام gis في الحياة وتدريب طلبة الجامعات والمعاهد وطلبة وزارة التربية برسوم التكلفة، غير ان هناك بعض المعوقات التي تحد من تلك الجهود والطموحات التي نخطط لها سنحاول التغلب عليها ومن ثم تطبيق المخططات.
< وما تلك المعوقات؟
- من ابرزها الدعم المالي المخصص من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل 12 الف دينار سنويا وهو مبلغ غير كافٍ لتغطية تكاليف طباعة الخرائط والدوريات والكتيبات العلمية والانشطة العلمية والثقافية التي نقوم بها فضلا عن الانشطة الحيوية الجديدة التي ننوي القيام بها لتفعيل دور الجغرافي في المجتمع كما سبق واوضحت لك وقد قمنا في هذا الصدد بإنشاء ناد للجماعة الطلابية ويختص بخريجي قسم الجغرافية بجامعة الكويت، ولذا فإننا نناشد سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد اعادة النظر في هذا الدعم الذي لم يتغير منذ الثمانينيات واصبح اقل بكثير من ان يلبي احتياجات الجمعية مع تفرع انشطتها وتنوعها.
< ذكرتم ان تفعيل الانشطة الاجتماعية العلمية والثقافية طريقة ناجحة لاحداث تفاعل مؤثر في المجتمع فما ابرز تلك الفعاليات التي قمتم بها كجمعية؟
- نعم لقد قامت الجمعية أخيرا بالعديد من الفعاليات الناجحة والمتنوعة منها المشاركة في اليوم البيئي وتم عرض عدد من اصدارات الجمعية بالمعرض المقام وتم تكريم الجمعية كجهة مشاركة من قبل الشيخ علي جابر الأحمد الصباح وتقديم محاضرة علمية ناقشت تأثير الاشعاعات النووية في اليابان وتأثيرها في الكويت ومنطقة الخليج العربي وحاضر فيها السفير الياباني في الكويت ووكيل وزارة الصحة م.سمير العصفور، كما اقمنا حفل تكريم لطلبة القسم الجغرافي الفائزين في اليوم الجغرافي العالمي.
< وماذا عن الشراكات مع اجهزة الدولة وما الدور المناط اليكم فيها؟
- نحن نتطلع لتحقيق دور الجمعية ايضا من خلال شراكات فعالة مع مؤسسات رسمية ومدنية ومن ابرزها المشاركة في لجنة تقصي الحقائق التي شكلها رئيس المجلس البلدي لمناقشة المشاكل البيئية لشبكة الصرف الصحي وتم الاتفاق على تشكيل لجنة لتقصي الحقائق تشمل كلا من رئيس المجلس البلدي ورئيس الجمعية الجغرافية ورئيس اللجنة الفنية في محافظة الجهراء وقد أبدت الجمعية الجغرافية استعدادها لاعداد تقرير ميداني لعرضه على أعضاء لجنة تقصي الحقائق وقمنا خلال زيارتنا الى شركة البترول الوطنية ببحث اوجه التعاون والتعريف بأهم التقنيات الحديثة التي يمكن للشركة الاعتماد عليها في مجال عملهما وقمنا بإلقاء الضوء على مركز نظم المعلومات (جي اي اس) اضافة الى توقيع مذكرة تفاهم مع النادي العلمي لتفعيل التعاون المشترك، فيما بيننا وتم الاتفاق على نقاط من ابرزها مشاركة الجمعية في المسابقات والدورات بالنادي وأي حملات لحماية البيئة أو حملات توعية أخرى فضلا عن استضافة الجمعية لعدد من المخترعين والاعلان عن مسابقات الجمعية في مجلات ومنشورات النادي العلمي، ولدينا مشاركات مهمة مع الهيئة العامة للبيئة وفريق الغوص الكويتي وقد تم استضافته أخيرا للتعريف بالدور الكبير الذي يقوم في خدمة البيئة البحرية.
< وما رؤيتكم كجمعية جغرافية للدعاوى العراقية من ان انشاء ميناء مبارك الكبير سيضر بالمصالح العراقية؟
- ليس لتلك االمخاوف مبررات ولن تضر أو تؤثر في الممر الملاحي، فالميناء يقع ضمن الحدود البحرية للكويت ولن يمس أي جزء من الممر المائي بين مياه الدولتين غير اني انتهز هذه الفرصة وادعو الى حل الخلاف الدائر من الاخوة العراقيين بالحوار والتفاهم وضرورة تفعيل التعاون المشترك ومشروع انشاء ميناء مبارك الكبير في جزيرة بوبيان مشروع استراتيجي بالنسبة للكويت ولن يضر بالمصالح العراقية واستشهد على ذلك بدول شرق آسيا مثل سنغافورة والصين وكوريا الشمالية والجنوبية وكذلك امريكا الجنوبية معظم دولها على المحيط وموانئهم قريبة جدا من بعضها وبرغم ذلك لم تثر أي دولة منهم ازمة مع جارتها بسبب مينائها القريب منها، فالجميع في تلك الدول يحترم حرية الدول في تنمية حدودها البحرية طالما انها لن تضر بأي منها وهو ما يجعلني اتساءل لماذا يحدث هذا بيينا ونحن الاشقاء؟ فلماذا لا نعود الى ايام اجدادنا والتعاون الاخوي الذي كان قائما فيما بين شعب البلدين ويحكي لي جدي النوخذة عمر الدرباس ان اغلب التعاملات كانت تتم فيما بيننا بالمحبة والتعاون فكانت المراكب الكويتية اكثر ما ترسو على الشواطئ العراقية تنقل البضائع والمواد الغذائية وتعود محملة ببضائع أخرى ولا بد ان نحيي هذا التاريخ من التعاون البريء والنظيف واناشد الصحافة في القطرين القيام بدورها لتحقيق ذلك وعلى العراقيين الا ينسوا ابان حروبهم وقفة الكويت بجانبهم وميناء الشويخ اكبر شاهد على ذلك.
---
تحياتي
أجرى اللقاء: محمد خالد