جامع البزوري‎ العهد الملوكي دمشق

المشرف العام

Administrator
طاقم الإدارة
جامع البزوري للباحث عماد الأرمشيصورة: http://u.damasgate.com/001/4/02aznqmkfrpmpnmlt0qt.jpg صورة: http://u.damasgate.com/001/4/yw6wf41yevdxricci8mi.jpg يقع جامع البزوري خارج أسوار مدينة دمشق القديمة في محلة قبر عاتكة بحارة البزوري نفسها ، و نوه الدكتور محمد أسعد طلس عند إحصائه لمساجد دمشق عام 1942 للميلاد ضمن تحقيقه لكتاب ثمار المقاصد في ذكر المساجد ليوسف بن عبد الهادي أن جامع البزوري كان جامعاً عظيماً ، و لم يتمكن من معرفة صاحبه ، و لعله التاجر أبو بكر محفوظ بن معتوق البغدادي البزوري صاحب التربة البزورية و المتوفى سنة 694 هجرية الموافق 1295 ميلادية .هو جامع عظيم ، لكنه لم يهتد الى صاحبه صورة: http://u.damasgate.com/001/4/zu0sl4bxx8uiz93ghkue.jpg ذكر الدكتور قتيبة الشهابي نقلاً عما أورده المؤرخ الدمشقي بن طولون الصالحي بسياق حديثه عن سنة اثنتين و تسعين و ثمانمائة بقوله : وفيها أي سنة 892 للهجرة الموافق 1487 للميلاد : نُقض الجانب القبلي من جامع البزوري بمحلة قبر عاتكة ، و وُسع الى جهة القبلة نحو خمسة أذرع ، وجُعل له ثلاث حنايا على عمودي حجر قرب المحراب القديم ، الذي يرجع تاريخه الى هذا الشهر شعبان من هذه السنة ـ ويقصد سنة 892 للهجرة ـ مائة و أربعون سنة . انتهى .ويتابع الدكتور الشهابي فيقول : لنتوقف قليلاً عند عبارته التي تقول بان محراب هذا الجامع يعود الى 140 سنة من تاريخ 892 للهجرة ، واذا كانت هذه العبارة دقيقة فإن زمن المحراب يعود الى عام 752 هجرية الموافق 1351 للميلاد ، وهذا يشير الى أن احتمال بناء الجامع بنفس تاريخ بناء المحراب ، وهو أقدم من التاريخ الذي أورده المؤرخون بمائة و أربعين سنة ، أي انه شـُيد سنة 752 للهجرة الموافق 1351 للميلاد من العهد المملوكي .. و لأنه لا يمكن بناء جامع بدون محراب .ثم يعاود ابن طولون ذكر هذا الجامع في سياق حديثه عن أحداث سنة 894 للهجرة الموافق 1489 للميلاد فيقول : وفي هذه الأيام كملت محاسن الجامع الذي بمحلة قبر عاتكة ، المعروف بجامع البزوري و جاء في غاية الحسن . انتهى صورة: http://u.damasgate.com/001/4/7sk7p2h2yvpx88g2krxr.jpg والوحيد الذي ذكره الدكتور أسعد طلس فقال :و الغريب في موضوع هذا الجامع أنه لم يتم ذكره لدى المؤرخ الدمشقي عبد القادر بن محمد النعيمي في كتابه الدارس في تاريخ المدارس ( الجزء الثاني – فصل في ذكر المساجد بدمشق ومداخلها ) والذي جرد و فَنَد جوامع و مساجد دمشق كلها دون استثناء الكبيرة و الصغيرة ، و كذلك المؤرخ عبد القادر بدران في كتابه منادمة الأطلال و مسامرة الخيال ، بالإضافة الى كتاب الآثار الإسلامية في مدينه دمشق / تأليف كارل ولتسينجر و كارل واتسينجر ( Carl Watzinger * Karl Wulzinger ) ، تعريب عن الألمانية قاسم طوير، تعليق الدكتورعبد القادر الريحاوي عام 1335/1917 واللذان جَرَدا المساجد الشامية حجر.. حجر و لم يأتيا على ذكر هذا المسجد .أما الباحث الدكتور عبد القادر الريحاوي فقد اكتفى بذكر سطر واحد فقط عنه في كتابه العمارة العربية الإسلامية أنه من المساجد المملوكية ولم يشر الى تاريخ بنائه . انتهى وكذلك اللوحة الأثرية المثبتة على جداره لم تذكر تاريخ بنائه ، بل ذكرت تاريخ تجديده في عام 1398 للهجرة الموافق 1987 للميلاد . و إعادة ترميمه في عام 1482 للهجرة الموافق 2007 للميلاد .صورة: http://u.damasgate.com/001/4/l6yd5qq0pnvsfksws11x.jpg لم يبق من بناء الجامع العظيم إلا المنارة المربعة البديعة التي كان في كل جهة من جهاتها الأربع ألواح قاشانية بارعة الصنعة .ومن فوقها صحنان من القاشاني الأزرق الجميل ، وقد سُرقت هذه الصحون وأكثر الألواح ، ولم يبق إلا جزء من قاشاني الجهة الشرقية ، كتب عليه بالقلم الثلث : الجناب الأمجد السيفي العالمي الـ .... غير مقروءا . و للجامع اليوم صحن مفروش بالموزاييك الحديث ، وفيه بركة ماء مربعة وقبلية تقوم على ثلاث قناطر ، وفيها محراب و منبر عاديان ، والقسم الشمالي من سقف القبلية قديم ، أما الجنوبي فمجدد من الأسمنت . انتهى كلام طلس صورة: http://u.damasgate.com/001/4/cx6ffo8tgablaexkaull.jpg أقول هنا أثناء زيارتي الميدانية للجامع أن له واجهة جميلة حديثة ومرممة من الحجارة المجددة الأبلقية الألوان ، متناوبة بين الأسود ، والرماني ( المزي ) ، والأبيض ، على عرض واجهة الجامع .ويتوسط الواجهة باب الجامع عادي بدون أي زخارف أو مقرصنات ، كما هي مئذنة الجامع المبنية على الطراز الأيوبي ، ذات جذع مربع من الحجارة المصقولة ، و تزين الجذع ألواح و أقراص من القاشاني الأزرق ، وقد بقي منها نذر يسير بالنسبة ما كانت عليه سابقاً .صورة: http://u.damasgate.com/001/4/wogdggimowrjcigaolgk.jpg في أعلى كل واجهة من واجهات جذع المئذنة .. نافذة متطاولة الرأس يزينها حاجز خشبي ، أما شرفتها فمثمنة غريبة الأضلاع يحيطها درابزين من الخشب المخروط ومطلي باللون الفستقي ، و تعلوها مظلة على نسقها ، وينقطع هذا التناغم المربع فجأة بجوسق مثمن الطبقتين السفلية والوسطى ، و اسطواني الطبقة العليا التي تحمل ذروة بصلية مفصصة . صورة: http://u.damasgate.com/001/4/5i1gccghbg3q6wopmquq.jpg صورة مئذنة جامع البزوري بعدسة الدكتور قتيبة الشهابي من الشمال الى الجنوب ، خريف عام 1990 للميلاد ، ونلاحظ بالصورة التي التقتها الدكتور قتيبة الشهابي .. عدم وجود أي بناء خلف المئذنة ، بل بناء بيت عربي قديم . صورة: http://u.damasgate.com/001/4/dxvbtrqwcqyc87z7tc1y.jpg أما الصورة الملتقطة بعدسة الباحث من الشمال الى الجنوب ، في نهاية عام 2007 للميلاد فإننا نلاحظ نهوض بناية جديدة خلف المئذنة ولا تقل ارتفاعاً عن المئذنة نفسها إعداد عماد الأرمشيباحث تاريخي بالدراسات العربية والإسلامية لمدينة دمشق المراجع :ـ مآذن دمشق تاريخ و طراز / د. قتيبة الشهابيـ العمارة العربية الإسلامية / د. عبد القادر ريحاوي ـ مفاكهة الخلان في حوادث الزمان / ابن طولون الصالحيـ ذيل ثمار المقاصد في ذكر المساجد / د. محمد أسعد طلس

أكثر...
 
أعلى