تجربة بلدية دار النعيم في تقييم أدائها

المشرف العام

Administrator
طاقم الإدارة
تجربة بلدية دار النعيم في تقييم أدائها

يعتبر تقييم الأداء من أبرز المسؤوليات الملقاة على عاتق الإدارة في أية منظمة خدمية كانت أو إنتاجية، عامة أو خاصة، حيث أن عملية تقييم الأداء هي بمثابة صمام الأمان الذي يتحكم بسلوك المنظمة وجهودها ومواردها المختلفة من أجل تحقيق أهدافها بفعالية وكفاءة.​

وكأية مؤسسة تحتاج البلديات إلى تقييم أدائها للتأكد من قيامها بوظائفها المحددة لها من خلال استغلال الطاقات والموارد المتاحة، ذلك أن العمل البلدي يمتاز بأهمية كبرى لارتباطه الوثيق باحتياجات المواطنين، ما يعني ضرورة حاجته الدائمة للتطوير والارتقاء به وتعزيز دوره في تحقيق التنمية الشاملة وتلبية تطلعات المستفيدين من خدماته، نحو مزيد من التطور والنماء.
إن تقييم أداء المؤسسة البلدية يمثل عملية متابعة مستمرة لمستوى الجهود المبذولة، كميا ونوعيا، من أجل إنجاز الأهداف وتحقيق الطموحات المحلية ومواجهة المشكلات اليومية للسكان ذات الصلة بالاختصاصات البلدية.
ورغم الأهمية الجوهرية لعملية تقييم الأداء، يلاحظ عزوف عام للبلديات الموريتانية عنها، وعدم إلزامها بها من قبل سلطات الوصاية المركزية والجهوية، وباستثناء تنظيم نقاط صحفية نادرة، أو توزيع مطويات أو نشريات مقتضبة، قلما تقدم المجالس البلدية حصيلة عملها للنقاش والتداول العام.
وربما تمثل بلدية دار النعيم بولاية نواكشوط الشمالية استثناء في هذا المضمار، فقد دأبت البلدية خلال السنتين الأخيرتين على إصدار حصيلة إنجازاتها في شكل كتيب سنوي، حملت نسخته الأولى لسنة 2014 عنوان : "عام من العطاء علي درب النماء". بينما جاء عنوان الإصدار الأخير لسنة 2015 : "انجازات تتحقق ووعود تصدق".
ولم يقتصر الأمر على إصدار الكتيبين السنويين من قبل مؤسسة البلدية، بل توسعت محاولة تقييم الأداء إلى هيئات الحزب المسير لها. حيث نظم قسم التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) في دار النعيم مساء السبت 21 مايو 2016 لقاء مع عمدة البلدية من أجل تقييم حصيلة سنتين من العمل البلدي بحضور جمهور من قادة ومناضلي ومناضلات الحزب.
ورغم أن هذه التجربة الوليدة لا تمثل تقييما حقيقيا للأداء البلدي بطريقة احترافية وفق المعايير والطرق العلمية والمهنية المتعارف عليها، إلا أنها تشكل ممارسة رائدة وتعكس إرادة محمودة نحو التطوير، وتقييما ذاتيا بل وتشاركيا مقدرا لانجازات المؤسسة.
تحتاج هذه التجربة إذن إلى التثمين والتعميق، وهي قمينة بالفعل بأن تحذو حذوها باقي البلديات الحضرية في نواكشوط وعواصم الولايات، للوقوف على حجم العمل المبذول والاكراهات الملاحظة، من أجل استغلال المؤهلات واغتنام الفرص، ومعالجة نقاط الضعف ومواجهة المخاطر.

د. سليمان ولد حامدن ولد حرمة
باحث في مجال اللامركزية والتنمية المحلية

أكثر...
 
أعلى