أنظمة تحديد المواقع

المشرف العام

Administrator
طاقم الإدارة
بسم الله الرحمن الرحيم
قبل بدء عصر الأقمار الصناعية ومنذ منتصف القرن العشرين توصل العلماء إلى طريقة جديدة لتحديد المواقع بالاعتماد على الموجات الراديوية ( الكهرومغناطيسية ) ، وكان المبدأ الأساسي في هذه الطريقة هو قياس الزمن الذي تستغرقه الموجة الراديوية في الرحلة ذهاباً وإياباً بين محطة الإرسال وجهاز الاستقبال ، وباعتبار أن سرعة الموجة تعادل سرعة الضوء ( حوالي 300 ألف كيلومتر في الثانية ) ، فيمكننا حساب المسافة بين محطة الإرسال وجهاز الاستقبال وذلك إعتماداً على القاعدة التالية : المسافة = السرعة x الزمن . واستخدمت هذه الطريقة بصفة خاصة في الملاحة البحرية وعبر أنظمة إلكترونية يعد من أهمها نظامي لوران ( Loran ) وديكا ( Decca ) ، ويعملان على أساس نظم الراديو التي تعتبر جيدة الاستخدام في النطاقات الساحلية ، حيث تتوافر شبكات الاتصال بين النظامين .
أما عن نظام لوران ( LORAN ) : فهو اختصار لاسم الملاحة للمساحات الشاسعة ( Long Range Navigation) وبالأساس كان يهدف لمساعدة السفن في إبحارها ، وهو يتكون من عدد من السلاسل حيث كل سلسلة مكونة من أربعة أبراج إرسال ويغطي كل برج حوالي 500 ميل .
إلا أن هذه النظم الملاحية كان لها بعض العيوب نذكر منها :
1. أن أي نظام سيكون ذو تغطية محدودة وتبلغ حوالي 5 % من سطح الأرض وبالتالي لن يصلح ليكون نظام ملاحة عالمي .
2. يستطيع هذا النظام تحديد المواقع في اتجاهين فقط أي في المستوي الأفقي ولا يمكنه تحديد الارتفاع أي في المستوي الرأسي .
3. تتفاوت دقة النظام حسب نوع الملاحة ، فدقة النظام كانت في حدود 250 متر والتي يمكن اعتبارها مناسبة للملاحة البحرية ، لكنها غير مناسبة للملاحة الجوية أو لطرق المساحة الأرضية التي تتطلب دقة أعلى في تحديد المواقع .
مع ظهور الاقمار الصناعية طبق العلماء نفس مبدأ الملاحة الراديوية في تطوير الملاحة إلى الملاحة بالأقمار الصناعية ، فإذا استبدلنا محطات الإرسال الأرضية بأقمار صناعية ترسل موجات راديوية يستطيع جهاز الاستقبال أن يتعامل معها ، ويحسب المسافة من موقعه إلى موقع كل قمر صناعي فيمكن تحديد الموقع الذي به هذا المستقبل ، مع العلم أن كل قمر صناعي يكون معلوم المدار الذي يدور عليه في الفضاء وأن موقع كل قمر صناعي يكون معلوماً في أي لحظة طوال 24 ساعة يومياً .


وتطورت نظم الملاحة بالأقمار الصناعية مع إطلاق نظام الملاحة الامريكي الذي عرف باسم ترانزيت ( Transit) وأيضاً باسم نظام دوبلر ( Doppler ) في الستينات من القرن العشرين ، وكان الهدف منه تحديد مواقع القطع البحرية في البحار والمحيطات ومعرفة إحداثيات المواقع الإستراتيجية بدقة . ولكنها أثبتت فشلها نظراً لكونها تستخدم أقماراً صناعية منخفضة المدار كما أن عددها محدود وقليل ، وبالتالي لا يمكن الحصول على نتائج محددة بصفة دائمة بسبب ترددات أجهزتها الصغيرة ، كما أن أي تحرك بسيط لجهاز الاستقبال يسبب أخطاء فادحة في تحديد الموقع .
فتم استحداث نظام تحديد المواقع العالمي GPS وروعي فيه تغطية جميع المناطق على سطح الكرة الأرضية ، وكذلك دقة نتائج تحديد المواقع والإحداثيات .
المراجع : كتب نظام تحديد المواقع العالمي ( المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني في المملكة العربية السعودية ) .
كتاب مدخل إلى النظام العالمي لتحديد المواقع للدكتور جمعة محمد داوود .





أكثر...
 
أعلى