راكب أسطح القطارات.

المشرف العام

Administrator
طاقم الإدارة
**راكب أسطح القطارات** محمود توفيق حسين *كمَن يعتلي سطح القطار السياحي الفاخر إلى محطةِ الوصول الأخيرة* *بينما الركابُ على مقاعدهم الوثيرةِ بالداخل يتمتعون بالطُّمَأنينة والراحة* *يمرُّ به نفس محطات التوقفِ التي تمر بهم* *حتى محطة الوصول النهائية.* *عندما يقفز من فوق سطحِ القطار في النهاية* *ويشاهد الدَّعة والإشراق على وجوه الركاب الذي نزلوا من عربات القطار مطمئنين* *ويسمع حديثَهم عن الساعات الطيبة التي قضوها مع الخدمة الممتازة* *فلا يمَسُّ قلبَهُ ما سمع ولا يفهمه* *فهو لا يفرق عنده قطارٌ عن قطار.* *فكل القطارات سطحٌ* *وكل المشاهد مسرعة* *وكل الصوت ضجيج* *وكل الإيقاع ارتجاج!..* *كمثلهِ من يقطع رمضان إلى غايته بغير أن يستحضرَ قلبَه* *بغير أن يبديَ اهتمامًا كافيًا* *يريد فقط أن يُحتسب صائمًا على الحد الأدنى من روح الصيامِ المقبولة* *يريد أن يصل إلى محطة الوصول* *أن ينهيَ الثلاثين يومًا* *ويصل إلى العيد.* *يشارك من عاشوا الشهرَ بالحقيقة فقط في محطات الإفطار والسحور* *وفي المحطة النهائية* *ولا يعرف شيئًا عن السعادة التي حققوها بعنايتهم بالشهر وبالحرص عليه.* *فرمضانُ عندَهُ كأيِّ شهر..* *مجرَّدُ ثلاثين يومًا ستنقضي لا محالة* *مثلما كانت كل القطارات متشابهةً لراكب أسطُح القطارات.* *هذا حال من لا يعرف قيمة شهر رمضان* *فإن كنت كذلك، فحاول أن تحلِّق بمقعدك في أي محطة* *وذق ما يذوقه من تنعَّموا.*

أكثر...
 
أعلى